باريس (ا ف ب) - فتحت البورصات الاوروبية الاثنين جلسات التداول على تراجع فيما سجلت البورصات الاسيوية تراجعا واضحا في الجلسات الصباحية في اعقاب قمة لمجموعة السبع عجزت عن طمأنة الاسواق التي شهدت موجة هلع الجمعة.
وبعد دقائق من افتتاح التداولات، بلغ التراجع 4,06% في باريس و2,39% في لندن و2,75% في فرانكفورت و3,08% في مدريد و3,23% في ميلانو.
وسجلت الاسواق الاسيوية ايضا انخفاضات حادة عند افتتاحها وتراجع اليورو كذلك الى ادنى مستوياته مقابل الين منذ عشر سنوات، كما تدنت اسعار النفط فيما بقي سعر الذهب مستقرا.
وفي طوكيو، تراجع مؤشر نيكاي 2% عند منتصف الجلسة بعدما فتح على انخفاض 2,24%. وتراجعت بورصة سيدني 3,32% واغلقت بورصة هونغ كونغ على تراجع نسبته 4,21%.
وظلت بورصات سيول وشنغهاي وتايبيه مغلقة بسبب يوم عطلة.
وكانت موجة من الذعر سيطرت الجمعة على البورصات الاوروبية والاميركية نتيجة المخاوف الناجمة من الازمة المزدوجة، الاقتصادية والديون، وورود مؤشرات مثيرة للقلق مثل استقالة رئيس القسم الاقتصادي في البنك المركزي الاوروبي يورغن شتارك، ما كشف عن خلافات في المؤسسة المالية حول ادارة ازمة الديون.
وتم تعيين يورغ اسموسن سكرتير الدولة الالماني للمالية منذ السبت محل شتارك، غير ان هذا الاجراء السريع لم يطمئن الاسواق.
واوضح يوتاكا ميورا من شركة ميزوهو سيكيوريتيز متحدثا لوكالة داو جونز ان "الخلافات داخل البنك المركزي الاوروبي تثير مخاوف من ان ازمة الديون لن تجد حلا قبل وقت طويل. كما يخشى المستثمرون في حال تعثر اليونان عن تسديد ديونها، ان ينعكس ذلك بشكل كبير على المصارف الالمانية والفرنسية".
وسجلت اسعار النفط ايضا تراجعا حادا في سنغافورة حيث خسر برميل النفط المرجعي الخفيف، تسليم تشرين الاول/اكتوبر، في المبادلات الالكترونية الصباحية 1,23 دولار ليصل الى 86,01 دولارا، فيما تراجع سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت)، تسليم تشرين الاول/اكتوبر، 1,02 دولار، ليصل الى 111,75 دولارا.
وقال فيكتور شوم من شركة "بورفين وغيرتز" في سنغافورة ان "ما يتسبب بتراجع اسعار (النفط) هي المخاوف المرتبطة بديون منطقة اليورو والمخاوف من تخلف اليونان عن سداد مستحقاتها، الامر الذي سيضع المصارف الاوروبية في وضع مماثل لذلك الذي نتج عن (افلاس مصرف) ليمان" في ايلول/سبتمبر 2008.
وما يعزز هذه المخاوف ان وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة السبع لم يعلنوا اثر اجتماعهم في نهاية الاسبوع الماضي في مرسيليا (فرنسا) عن اجراءات عملية لمواجهة الازمة، واكتفوا باصدار وعد بالتصدي للازمة برد "قوي" و"منسق" من دون ان يكشفوا فعلا عن كيفية القيام بذلك.
وقال سومينو كاماي من مصرف طوكيو-ميتسوبيشي ان "اجتماع المسؤولين الماليين في مجموعة السبع في نهاية الاسبوع لم يعلن اجراءات عملية وبتنا نتساءل عما اذا كان في وسعهم القيام باي شيء".
وتراجع سعر صرف اليورو الاثنين الى ادنى مستوياته مقابل الين منذ تموز/يوليو 2001، ليبلغ 104,90 ين.
كما سجل تراجعا واضحا مقابل الدولار ليصل الى 1,3594 دولار قرابة الساعة 1,30 تغ، بالمقارنة مع 1,3649 دولار الساعة 21,00 ت غ الجمعة.
وبقي سعر الذهب، القيمة الملجأ في الازمات، مستقرا عند 1846 دولارا للاونصة في هونغ كونغ مقابل 1851 دولارا لدى اقفال جلسة التداول في لندن الجمعة.