الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

توقعات باستمرار إرتفاع أسعار الذهب في 2010 مع ضعف الدولار





دبي - مايا جريديني 
يعتبر المستثمرون الذهب أحد أهم الخيارات الاستثمارية الآمنة التي يتوجهون إليها في الأوقات الصعبة، وخلال عام 2009، ومع تفاقم تداعيات أزمة الإئتمان العالمية شهدت أسعار المعدن الأصفر إرتفاعات ملحوظة تجاوزت 25% منذ مطلع السنة مدعومة بضعف الدولار.

وحصد المستثمرون في الذهب عوائد مجزية خلال العام الجاري 2009، وبخاصة مطلع العام، عندما كانت الأسعار قرب أدنى مستوياتها, إذ قد يكون من اشترى في هذا التوقيت قد نجح في الحصول على عائد يتجاوز 50% إذا ما إشترى الذهب عند أدنى مستوى له في 14 يناير عند 807 دولارات للأونصة، وإذا ما قام ببيعها في 3 ديسمبر الجاري عندما بلغ الذهب ذروته قرب 1227 دولارا للأونصة.

عودة للأعلى
لكن بالطبع يصعب الاستثمار بهذا الشكل وإذا ما نظرنا الى حركة الذهب على مدار السنة تكون الأسعار قد ارتفعت بنحو 25% مدعومة بشكل رئيس بضعف الدولار الأميركي, وهو ما يؤكده بنكاج غوبتا, مدير شركة بقوله: "ضعف الدولار ساهم في ارتفاع أسعار الذهب هذا العام، لو بقي الدولار قويا وسط الأزمة العالمية لكانت بعض الاستثمارات اتجهت إليه لأنه يعتبر ملاذا آمنا أيضا, لكن الضعف الذي شهدته العملة الأمريكية دفع الجميع بإتجاه الذهب".

وأبرز الأسباب وراء تراجع الدولار خلال هذا العام هي انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الى قرابة الصفر والمخاوف حيال ازدياد عجز الميزانية الى تريليوني دولار.

ودفع ضعف الدولار المصارف المركزية لزيادة إحتياطياتها من الذهب لا سيما في روسيا والصين والهند، حيث من المتوقع ان تقوم المصارف المركزية بشراء 13.8 مليون أونصة من الذهب هذا العام بقيمة 15.5 مليار دولار, وهي اول مرة منذ عام 1988 تقوم فيه المصارف المركزية بزيادة إحتياطياتها من الذهب من خلال شراء أكثر مما باعت. وتمتلك المصارف المركزية حول العالم نحو 18% من الذهب الذي تم تنقيبه.

هل سيواصل الذهب ارتفاعه في عام 2010؟ سؤال يتبادر إلى أذهان الكثير من المتعاملين في المعدن النفيس خاصة اولئك الذين اشتروا عند المستويات السعرية المرتفعة، فمن جانبه توقع "غوبتا" أن تتراوح أسعار الذهب خلال العام المقبل بين 1050 دولارا كحد أدنى و1340 دولارا للأونصة كحد أقصى.

عودة للأعلى
أما فيما يتعلق بأداء العملة الأميركية خلال السنة القادمة, يتوقع محمد الأحمد, المدير الإقليمي للشرق الأوسط في شركة Alpari البريطانية إستمرار الهبوط بقيمة الدولار.

ويؤكد الأحمد: "في وجهة نظري, أتوقع إستمرار الهبوط بالدولار مع العلم بإعادة النظر بسياسة التحفيز في شهر فبراير، ممكن ان نرى إرتفاع تدريجي للدولار في أوائل الربع الرابع من العام المقبل".

إلا أن الأحمد يشير إلى أن الدولار يبقى العملة الرئيسة عالميا وتبقى السلع مقيمة به.

يأتي ذلك رغم تراجع حصة الدولار من إحتياطيات العملات العالمية الى نحو 63% بنهاية الربع الثاني من العام الجاري بحسب صندوق النقد الدولي وهو ادنى مستوى لها في عشر سنوات.

ويبدو أن التوقعات تشير الى إستمرار الضعف بالعملة الأميركية خلال السنة القادمة فيما تشير أغلب التوقعات إلى أن الذهب سيحافظ على موجة الصعود ما يجعله بحسب المحللين إستثمار لا يفنى على المدى الطويل.

يذكر أن أسعار الذهب هوت في تداولات اليوم إلى أدنى مستوى لها في 7 أسابيع تحت ضغط من صعود الدولار الامريكي الي أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر ونصف أمام اليورو الاوروبي بعد انباء بأن مبيعات المساكن في امريكا قفزت الي أعلى مستوى لها في حوالي ثلاثة اعوام.

وهبط سعر الذهب للمعاملات الفورية إلى 1073.50 دولار للاونصة وهو أدنى مستوى له منذ الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.



ليست هناك تعليقات: