الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

بعد المستويات التاريخية... المخاوف تتجدد بشأن الذهب


خبراء يرون فقاعة في الأفق وينصحون بجني بعض الأرباح
 
 
يقول براديب أوني: «على المستثمرين توخي الحذر عند شراء الذهب، وخاصة في ظل الأسعار الحالية»، مضيفا أن «الذهب ليس ورقة مالية بل سلعة، وعندما ترتفع أسعار السلع بشكل تصاعدي يقابلها تصحيح بشكل حاد، وأسعار النفط مثل على ذلك عندما ارتفع فوق 140 دولاراً للبرميل ثم هبط إلى مستويات 30 دولارا».

دفعت التقلبات الاقتصادية والأزمة المالية المستثمرين الى اللجوء الى الذهب كأصول ملموسة وملاذ آمن للاستثمار، ليصبح سيد الموقف في جميع الاحوال الاقتصادية، إلا ان اختراق الأسعار مستويات تاريخية لم يصلها من قبل، جدد المخاوف من حدوث فقاعة تكبد المستثمرين خسائر فادحة.

ويعتقد خبراء أن اسعار الذهب فوق 1300 دولار للاونصة ما زالت تعتبر أرخص من قيمتها العادلة, في حال تم تعديل السعر الحالي مع نسب التضخم منذ الثمانينيات, قد يتراوح سعر أونصة الذهب بين 2200 و2300 دولار.
وآراء الخبراء تلك تطرح تساؤلاً مهماً، هل تشتري الذهب على الاسعار الحالية او تبدأ بالبيع وجني الارباح؟
ينصح رئيس عمليات التداول في «ريتشكوم غلوبل» براديب أوني ملاك الذهب حاليا أن يبدأوا بجني بعض الارباح وبيع نحو ستين في المئة من إجمالي الذهب لديهم.
وواصل براديب: «يجب ألا يقوم المستثمرون بعمليات تسييل كاملة لمحافظهم لان هناك إمكانية أن يعود الذهب الى مستوى ألف واربعمئة أو الف وخمسمئة دولار للاونصة وهو السعر المستهدف بالنسبة له. اما بالنسبة للمستثمرين الذين يريدون شراء الذهب حاليا, ينصحهم بشراء ثلاثين في المئة فقط على الاسعار الحالية».
وقال المحلل المالي في معهد «GENESIS» بينود شنكر انه على المستثمرين أن يقوموا بتسييل محافظهم لجني الارباح, لانه من المتوقع أن يكون هناك تصحيح لاحق, ومن بعدها بإمكانهم الاستثمار من جديد.

وينقسم حاليا المستثمرون والخبراء إلى فريقين: الأول يعتقد, أن اسعار الذهب ستستمر في الصعود لعدة اسباب، من بينها التوقعات بقيام الاحتياطي الفدرالي بشراء المزيد من سندات الخزينة, وتحضير الدول العالمية لتخصيص برامج جديدة لتحفيز الاقتصاد, كما أن المصارف المركزية مستمرة بشراء الذهب, وليس هناك اي بائع كبير للذهب، وفي الوقت ذاته, المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي أو الركود مرة اخرى وخاصة في اوروبا والولايات المتحدة. أما الفريق الثاني, يرى أن أسعار الذهب لن تستمر في الارتفاع معتمدين على التحليل التالي: تاريخيا عندما تنمو نسبة ارتفاع أسعار الفضة على أسعار الذهب, هي إشارة أن مسيرة الصعود لاسعار الذهب ستتوقف.
وخلال هذا العام, ارتفعت أسعار الفضة بنحو 38 في المئة, في حين ارتفعت اسعار الذهب بنحو 23.5 في المئة، ما يطرح تساؤلاً، هل من الممكن استمرار لمعان أسعار الذهب وتسجيل اسعار قياسية أخرى, أو إنها فقاعة على وشك الانفجار؟
يقول براديب أوني على المستثمرين توخي الحذر عند شراء الذهب وخاصة على الاسعار الحالية. مضيفا « الذهب ليس ورقة مالية إنما سلعة، وعندما ترتفع اسعار السلع بشكل تصاعدي يقابلها تصحيح بشكل حاد، واسعار النفط مثل على ذلك عندما ارتفع فوق 140 دولارا للبرميل, ثم هبط الى مستويات 30 دولارا».

اما بالنسبة لرد يبنود شنكر على هذا السؤال فقال: «أعتقد أنه عندما يسترجع المستثمرون ثقتهم بالحكومات ستشهد أسعار الذهب تراجعا كبيرا, ولكن الان ليس هناك اية ثقة في الحكومات حول العالم».

وتبلغ كميات الذهب المستخرجة حول العالم حاليا نحو 165 ألف طن, وتستحوذ المصارف المركزية حول العالم على 20% منها, والولايات المتحدة من أكبر الدول التي تستحوذ على الذهب, حيث تمتلك نحو 9 الاف طن, وتليها ألمانيا بنحو 3700 طن, في حين يمتلك الصندوق النقد الدولي حوالي 3800 طن.

ويرى بعض الخبراء ان استمرار ارتفاع اسعار الذهب قد يضر بنشاط محلات التجزئة, وذلك مع تراجع الطلب على الذهب بسبب غلاء الاسعار.

ليست هناك تعليقات: